المواضيع التي تم مناقشتها
يمكن أن يكون اختيار الجامعة المناسبة للدراسة أمراً محيراً وصعباً، ولذلك يلجأ معظم الطلاب الدوليين للاعتماد على تصنيفات الجامعات مثل تصنيف كيو إس للجامعات أو تصنيف التايمز خاصة إذا كنت تبحث عن جامعات في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية حيث تقع أفضل 10 جامعات بالعالم حالياً.
ولكن حتى إذا كنت مهتماً بتلك التصنيفات وبقراءتها والتعرف عليها، فهل تعرف حقًا ماذا تقيّم تلك التصنيفات، وكيف يتم تقييم الجامعات بها؟ هل أنت واثق أن نتائج ومقاييس تلك التقييمات هي العامل الوحيد الذي تحتاجه لتتعرف على الجامعة الأنسب لك بالخارج حتى تسافر وتتقدم لها؟
نحن في هذه المقالة سنلقي لك الضوء على بعض الأمور الرئيسية والعملية الهامة التي يجب أن تأخذها في اعتبارك عندما تنوي اختيار الجامعة المناسبة لك بغض النظر عن مكانتها في التصنيفات العالمية الكثيرة.
من الضروري للغاية أن تحدد المهنة التي ترغب في ممارستها والارتباط بها طوال حياتك، وبناء عليه سيتعين عليك اختيار الجامعة التي تتميز في التخصص الذي يجتذب شغفك هذا ومن ثَمَّ يؤهلك للوظيفة التي تطمح إليها.
تصفح أولاً موقع الجامعة الإلكتروني وتأكد أنه يحتوي على أحدث المعلومات حول المواد والبرامج الدراسية التي تتناول التخصص العلمي الذي ترغب به. يجب أيضاً أن تتأكد من مدى تركيز الجامعة على البحوث العلمية إذا كنت ترغب في مجال مرتبط بهذا الأساس الضروري، وانظر في مدى تفوق الجامعة التي تبحث عنها في ذلك المجال تحديداً.
تحقق كذلك من إمكانيات وخبرات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والكلية التي ستنوي الالتحاق بها لأن ذلك هو جوهر تجربتك الجامعية وبالتالي مستقبلك الوظيفي والمهني والعلمي. قد تجد بعض تلك المعلومات في مواقع تصنيفات الجامعات، ولكن ليس بشكلٍ تفصيلي، لذا عليك الدخول للصفحات العلمية والمهنية الخاصة بالأساتذة الجامعيين لكي تعرف أكثر عنهم وعن خبراتهم التي ستنهل منها إذا كتب لك الالتحاق بهذه الكوكبة من الخبراء والأكاديميين والعلماء.
بعد هذا البحث الشخصي والدؤوب من طرفك، قد تجد ضالتك في أحد الأساتذة العاملين بإحدى تلك الجامعات التي كنت قد بحثت أنت عنها تفصيلياً بعيداً عن عمومية نتائج مواقع تصنيف الجامعات.
من المهم أن تشعر بالأمان أينما ذهبت في تلك البلاد الغريبة عنك بعيداً عن وطنك الأم وإطارك المألوف الذي يحوي أهلك وجيرانك وأصدقائك، فعليك بلا أدنى شك أن تبحث عن كافة المعلومات الخاصة بالمدينة والدولة اللتان تقع بهما الجامعة التي تطمح للالتحاق بها.
تحقق من مستويات الأمان بها ومعدلات الجريمة هناك، واستمع للتجارب الشخصية الخاصة بنظرائك من الطلاب الدوليين حول معيشتهم بهذه المدينة ومدى رضاهم عن الحياة الطلابية والجامعية هناك ورأيهم بمختلف الأنشطة والأمور الحياتية مثل وسائل المواصلات، والمأكل، وخدمات الاتصال، وغيرها من أمور الحياة اليومية.
يمكنك أيضاً البحث بموقع الجامعة الإلكتروني عن مدى توافر الخدمات الأمنية الخاصة بالحرم الجامعي والمساكن الطلابية. فعلى الجامعة التي ستلتحق أن تضع أمنك وسلامتك ضمن أولى أولوياتها.
إلى جانب الشعور بالأمان، يجب أن تبحث عن الجامعة التي توفر لك نوعاً من الارتياح عندما تحتاج لاستخدام مرافقها وخدماتها كطالب دولي مغترب.
فعلى الجامعة أن تعين فريقاً محترفاً من المتخصصين القادرين على حل كافة المشاكل التي قد يتعرض لها الطالب في بيئته الجديدة، بما في ذلك المشكلات المالية الدراسية، وعلى هؤلاء المتخصصين والخبراء تقديم النصح لكل طالب في حاجة إليه. وعلى الجامعة أيضاً أن توفر لك ولزملائك خدمات صحية، وترفيهية، وخدمات عامة، وأن تسمح لكم بتكوين اتحادات طلابية قوية، بالإضافة بكل تأكيد للخدمات الأكاديمية مثل المرافق المكتبية والعملية وغيرهم الكثير.
فمثلاً على الجانب الشخصي، حالفني الحظ في الالتحاق بواحدة من أكثر جامعات العالم دعماً للطلاب، وهي جامعة نوتنغهام. وبرغم الظروف الراهنة الخاصة بجائحة كوڨيد-19 ومكوثي في المنزل بسبب ذلك إلا أنني أشعر بالطمأنينة على مسيرتي الدراسية من خلال خدمات جامعتي التي تشعرني بأنني في أمان أثناء التخطيط لدراستي وسط هذه الكارثة العالمية.
ولمعرفة المزيد عن ذلك، يمكنك زيارة موقع الجامعة لرؤية أنواع الخدمات التي تقدمها الجامعة لنا.
بما أن دراستك ستمتد لعدة سنوات، فعليك إعداد خطة مالية لميزانيتك الشخصية، خاصة وأنك ستسافر خارج وطنك الأم، وبالتالي ستكون هناك نفقات عديدة بجانب رسوم الدراسة، مثل نفقات المعيشة، والمواصلات، والكتب، وغيرها.
ولكل تلك الأسباب، يجب أن تبحث عن كافة فرص تمويل دراستك والمنح الدراسية المتاحة لك، وعليك أن تسأل ما إذا كانت الجامعة التي تبحث عنها تقدم أي نوع من أنواع الدعم المالي للطلاب أم لا. فبعض الجامعات تقدم خدمة تقسيط الرسوم الدراسية، ولا يتوفر ذلك عند البعض الآخر. وقد يكون هذا العامل المادي أحد أهم العوامل التي ستوجه اختيارك من جامعة لأخرى.
عندما تنتهي من دروسك، يجب عليك أن تقضي بعض الوقت في الاسترخاء، والتعرف على الأصدقاء الجدد، أو ممارسة هواية جديدة.
توفر العديد من الجامعات إمكانية الانضمام للجمعيات الطلابية والتي تستقطب الطلاب الذين يتشاركون في إحدى الهوايات أو النشاطات مثل الفنون أو الرياضة أو العلوم وغيرها الكثير. تلك المجموعات والأندية الطلابية تكون بمثابة جمعيات غير هادفة للربح داخل الجامعة، ويمكنك الانضمام لها مجاناً أو نظير رسوم قليلة. وفي جامعتي، توجد مجموعة طلابية خاصة بمحبي هاري بوتر!
من الضروري أن تتأكد أيضاً من توافر المرافق الرياضية والترفيهية، مثل النادي الرياضي أو حمام السباحة، بالحرم الجامعي، حيث يجب أن تتوافر تلك الخيارات الهامة وبأسعار رمزية أقل من نظيرتها خارج الجامعة، وتتيح لك تلك المرافق أن تصفي ذهنك وتحافظ على صحتك الجسمانية.
يجب أيضاً أن تتوافر بالجامعة بعض المطاعم والمقاهي والتي يجب أن تقدم طعاماً مفيداً للطلاب وبأسعار في متناول اليد. ويمكنك معرفة تفاصيل مثل هذه الأمور عن الطريق القيام بجولة افتراضية على موقع الجامعة الإلكتروني لرؤية حرم الجامعة واستكشاف إمكانياته.
كل تلك العوامل والنقاط سالفة الذكر تعتبر من الأمور الهامة التي ينبغي عليك الالفات لها وأخذها في الاعتبار أثناء اختيارك للجامعة الأنسب لك بالخارج، لأن مثل هذه العوامل لا يتم توضيحها في موقع تصنيف الجامعات وقد لا يتم طرحها بشكل مستفيض وتفصيلي.
وبطبيعة الحال، تظل التصنيفات العالمية للجامعات مقياساً هاماً ورئيسياً لاختيار جامعتك الأنسب من حيث العديد من العوامل مثل توافر المرافق البحثية، وتعداد الطلاب الدوليين بالجامعة، وعدد الأبحاث التي نشرتها الجامعة في الدوريات العلمية المرموقة، والتعداد الإجمالي للطلاب، وما شابه ذلك من عناصر مهمة.
ولذلك عليك تصفح الموقع الإلكتروني لكل جامعة بنفسك والدخول إلى منتدياتها الطلابية الإلكترونية حتى تحصل على تلك المعلومات التفصيلية الأكثر أهمية لك، وتستمع لتجارب زملائك بالجامعة.
الكاتب:
طالبة دكتوراه كرواتية تعيش في المملكة المتحدة حيث تدرس بدوام كامل في جامعة نوتنغهام، وتخصصها هو علم الاجتماع.
Create your profile and unlock a wide array of features including personalised recommendations, fast-tracked applications and much more.
Dive into our extensive collection of articles by using our comprehensive topic search tool.