المواضيع التي تم مناقشتها
لا يوجد شعور أفضل من جلوسك في الصف الأول بالكلية التي كنت ترغب بها وتطمح لها وتتمناها، فتحقيق هذا الهدف يمنحك شعوراً رائعاً وفريداً بالدفء والانتماء، وذلك لإدراكك أنك قد اخترت الطريق الصحيح.
الدراسة يمكن أن تكون ممتعة، ومرحة، وصعبة في نفس الوقت، ولكن يجب ألا تكون مصدراً لتعاستك أبداً. ولكي تصل لهذا الشعور المريح نفسياً، دعني أساعدك في البحث واتخاذ قرارك بخصوص التخصص الذي يميل إليه قلبك!
لقد كانت رحلتي طويلة في انتقالي من مجرد طالب جامعي تعيس وكاره لفصوله الدراسية، إلى طالب متحمس ومستعد لبرنامجه الدراسي بكل شغف وحماس. لقد حصلت على شهادة بكالوريوس في تخصص لم أحبه دفعتني إليه عائلتي وليس بمحض إرادتي أو رغبتي وطموحي- وهو حال العديد من الطلاب-. ولذلك تحطمت أمامي كافة صور الطموح وكنت أعتقد دائمًا أن العثور على التخصص والمسار المستقبلي الصحيح هو مجرد خرافة سخيفة. ولكنني في مرحلة دراستي العليا – قررت اللجوء لشروطي الخاصة فقط والاستماع لطموحي أنا فقط.
ولكنني عندما اتخذت هذا القرار الهام والمصيري، لم أتمكن من العثور على أي شيء أو عامل يساعدني في معالجة الضغط النفسي الذي انطوى عليه الأمر، ولم أجد حلاً لكيفية التخلص من هذا الارتباك النفسي المتمثل في محاولة اتباع أحلامي وشغفي مقابل اتخاذ الخيار الذي يطلق عليه "معقول".
يمكن أن تكون دوافعك كبيرة ولكنها سريع الزوال. فقد تكون متحمساً مثلاً لألعاب الفيديو جيم في يوم ما؛ وفي اليوم التالي قد يكون حماسك متجه لدراسة العلوم، وفي اليوم الذي يليه قد تكون متحمساً للقراءة في الفنون والآداب. ولكن مع كل هذه الخيارات، قد ينتهي بك الأمر إلى الشعور بالحيرة نحو ما تحبه فقط وما تحبه حقاً، إلى الحد الذي يجعلك تخصص السنوات القادمة من حياتك لدراسته!
إن ما ساعدني حقاً على فهم الأمور والانتصار على حيرتي هو أنني استطعت وضع قائمة مختصرة بالأشياء والمجالات والاهتمامات التي أعجبتني بشكل خاص، ثم قضيت وقتاً كافياً في النظر إليهم كي أفهم أسباب إعجابي بتلك التخصصات والموضوعات. ولقد مكنني ذلك من تضييق نطاق اختياراتي بشكل كبير عن التخصصات التي أرغب في دراستها.
لنأخذ ألعاب الفيديو جيم على سبيل المثال. هناك الكثير منا يحب تلك الألعاب، لكن لماذا تحبها أنت تحديداً؟ ربما تستمتع باللعب والتفكير في حد ذاته وتجد أنك محترف ومتقن للعبها، أو ربما تحب إنشاء تعديلات رقمية وتصميمات لصناعة اللعبة نفسها. في تلك الحالة، يمكنك أن تفكر في دراسة علوم البرمجة الرقمية الحاسوبية كي تستطيع صنع الألعاب كما تحب. وفي مثال آخر عن نفس اللعبة، هل تجد نفسك مستمتعاً مثلاً بطبيعة الألعاب التفاعلية وجزئية الرواية والتوجه القصصي فيها وتتمنى أن تبدع شيئاً مماثلاً بنفسك؟ ففي هذه الحالة يمكنك أن تتجه لمجال دراسة التصميم أو الكتابة.
فالأمر الآن كما ترى، يتعلق فيما تقضي فيه وقتك ومعرفة أسباب اهتمامك بهذا الشيء. ركز على مصدر الأشياء التي تحفزك، وسوف تجد بالفعل خيارك الدراسي وتخصصك الذي يناسبك والذي ستنجح فيه.
وفي ظل حالة الاكتئاب السائدة في عالمنا الحالي نتيجة انتشار الوباء، فإنني أفهم تماماً أن البعض منكم قد يجد أن العثور على ما يحفزك فكرة بعيدة المنال حالياً. وهو أمر طبيعي تماماً، لأن الاهتمام بالنفس ورعايتها هو ما يجب أن يشغلنا جميعاً الآن. فخذ وقتك الكافي كي تصل لقرارك واختيارك، واطمئن فإن ذلك الوقت لن يضيع منك فرصة اختيار حياتك المهنية أو يبعدك عن بدء دراستك في البرنامج الذي تفضله.
هل تذكر عندما ذكرت سابقاً كيف "أقنعتني" عائلتي بالحصول على درجة البكالوريوس لا أحبها؟ لقد كان اهتمامي الشديد حينئذ بفكرة "جعل عائلتي فخورة بي"، وهو ما شكل عبئًا نفسياً ثقيلًا علي لاتخاذ مثل هذه الخطوة الجامعية الخاطئة التي أضاعت سنوات من عمري.
ومما لاحظته للأسف أن عدداً كبيراً من الآباء يفعلون ذلك مع أبنائهم. إن فكرة "الذنب" من أن نخيب ظن عائلاتنا فينا هي فكرة قد نشأنا جميعاً عليها، وأثرت سلباً على قدرتنا على اتخاذ القرارات الصائبة لمستقبلنا ولأنفسنا.
لقد كنت أنا وقتها شاباً صغيراً ساذجاً تخرج لتوه في المدرسة الثانوية ولم أكن أعرف ما أريد بحق، ولم يكن لدي أي فكرة عن كيفية جعل صوتي مسموعًا في مسألة اختيار مستقبلي الشخصي. كل ذلك أخرجني عن مساري وعما أردت القيام به لعدة سنوات.
ولا شك أن الطلاب الذين يرعبون في الالتحاق بالجامعة يواجهون اليوم ضغوطًا مماثلة، حتى إذا كانوا أكثر يقينًا مني فيما تريده قلوبهم. وعلى الرغم من استخدامي لمصطلح "الضغوط الخارجية"، فإنها في حالتي كانت هذه الضغوط للأسف الشديد من طرف الأهل الذين يحملون لأبنائهم كل النوايا الحسنة التي جعلتهم يسرفون في حماية أبنائهم.
هذا ما فعلته أنا بعد فوات الأوان، بينما هو ما يجب عليك القيام به فوراً. تغلب على ترددك وحيرتك وتحدث مع أهلك بكل لطف واحترام ولكن أيضاً بكل صراحة عما ترغب في دراسته.
عندما أتيح لي أخيرا خيار التخلي عن المهنة التي اختارها لي والداي تمسكت بذلك الاختيار تمسكي بالحياة نفسها. ولقد كان اقتناعي بذلك داخلياً من أكثر الأشياء التي ساعدتني على التعبير بشكل واضح عن أفكاري بطريقة محترمة وحازمة في الوقت نفسه.
اقض بعض الوقت في التخطيط للمحادثة مع أهلك. اكتب الأسباب التي تجعلك راغباً في دراسة تخصص بعينه بدلاً من تخصص الطب أو الهندسة اللذين يحاول أهلك إقناعك بهما، ويريان أنهما وسيلة آمنة لحياة مهنية مريحة ومربحة، لكن ذلك يجب أن يكون قرارك أنت.
قد تقوي الكتابة من قناعاتك أيضًا – وذلك بحكم خبرتي في تلك التجربة، فالآباء يستجيبون للحديث المقنع النابع عن إرادة حقيقية، ويرون ذلك دليلاً على النضج. فبعد كل ذلك، فإن كل ما يهمهم في النهاية هو مصلحتك.
تناقش معهم واستمع لوجهة نظرهم، وعالج مخاوفهم ووضح لهم كيف أن اختيارك لبرنامج الدراسة الذي تحلم به، والذي قد يبدو محفوفًا بالمخاطر هو في الواقع خيار جاد ومثمر قابل للتطبيق على أرض الواقع.
يجب أن يكون موقفك قوياً وصلباً من خلال دعمه بأفكار رصينة وطموح واضح ومعلومات حقيقية حتى تبين لهم صدق موقفك وسعادتك به. لأن إجبارك على مجال لا تحبه ستكون نتيجته ضياع سنوات عمرك الدراسية والوظيفية بعد ذلك في شيء لا تحبه وسينعدم عندك الشغف في التفوق المهني والعملي بعد تخرجك. فهذا الأمر سيكون له عواقب وخيمة عليك وعليك مستقبلك.
بالنسبة للعديد من الطلاب الجامعيين، فإن عوائق مثل القيود المالية والثقافية تكون هائلة ومعرقلة بشكل كبير لطموحاتهم بحق. وعليك الاستعداد بقوة لمثل هذه العقبات التي ستتعرض لها أثناء سعيك لتحقيق أحلامك.
ولسوء الحظ، لا يتمكن الجميع من تحقيق أحلامهم الأكاديمية مباشرة، وهو أمر محبط بلا أدنى شك بل قد يصل الإحباط بالبعض حد التفكير في التخلي عن أحلامهم بالكامل والاكتفاء بالمتاح حالياً. إذا كان مسار أحلامك بعيدًا عن متناولك في هذا الوقت لسبب أو لآخر، تعامل مع هذا الواقع بواقعية وعقلانية ومنطقية على ألا تستسلم له.
Create your profile and unlock a wide array of features including personalised recommendations, fast-tracked applications and much more.
Dive into our extensive collection of articles by using our comprehensive topic search tool.