المواضيع التي تم مناقشتها
إذا كنت تفكر في الدراسة بالخارج وتختار بين الدراسة في المملكة المتحدة أو أيرلندا, فعليك أن تدرك أن كلا البلدين يتمتعان بنظام تعليمي ممتاز ويوجد بهما بعض من أفضل جامعات عالمية. وهناك العديد من المزايا للطلاب الدوليين الدراسين في كلا البلدين، لذلك قد يكون من الصعب الاختيار بينهما.
ولذلك فنحن نقدم لك فيما يلي بعض الحقائق لمساعدتك في اتخاذ قرارك ولتحديد الوجهة الأفضل لك ولدراساتك.
كما تعلم، فقد غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي في عام 2020، وكان خروجها هذا مشكلة سياسية واقتصادية هائلة مازالت تبعاتها مستمرة على كافة الأصعدة. وعلى الجانب الآخر، فإن أيرلندا عضو في الاتحاد الأوروبي، ولكن فيما يخص تأشيرة السفر فلا يوجد اختلاف بينهما لأن أيرلندا ليست جزءًا من منطقة شنغن وبالتالي لن تتمكن من السفر بحرية داخل الاتحاد الأوروبي. ففي كلا البلدين ستظل بحاجة للتقدم للحصول على تأشيرة إضافية لزيارة أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي.
بالنسبة لساعات العمل، تسمح كل من التأشيرتين الأيرلندية والبريطانية للطلاب الدوليين بالعمل بدوام كامل لمدة تصل إلى 20 ساعة أسبوعياً خلال الدراسة. وتزيد هذه المدة إلى 40 ساعة أسبوعياً خلال فصل الصيف أو عطلة عيد الميلاد الشتوية.
تتطلب الدراسة في أيرلندا والمملكة المتحدة مبلغًا مماثلاً من المال، وغالباً ما تكون التكلفة أرخص من نظيرتها في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا. وعند مقارنة الرسوم الدراسية، عليك الانتباه لحقيقة أن لكل تخصص الرسوم الخاصة به - فتميل الفنون والعلوم الإنسانية إلى أن تكون أرخص بشكل عام، في حين أن برامج الدراسة لتي تحتاج تجهيزات وخدمات تعليمية ومعملية كثيرة وباهظة التكاليف وتتطلب معدات ومرافق متخصصة تكون تكلفتها أكثر بشكل عام.
عليك أيضاً إدراك أن لكل جامعة الرسوم الدراسية الخاصة بها، وعامة ما تكون الجامعات في العواصم مثل دبلن في أيرلندا ولندن في بريطانيا هي الأعلى تكلفة مقارنة بالجامعات في المدن الأخرى. وذلك الأمر يسري أيضاً على تكلفة المعيشة في العواصم.
وتعتمد الرسوم الدراسية على مستوى الجامعة ذاتها، فمثلاً الجامعات المرموقة مثل كامبريدج وأكسفورد في إنجلترا ستكون رسومها باهظة أكثر من غيرهما بالرغم من عدم وقوعهما في العاصمة الإنجليزية لندن.
لابد أن تأخذ في اعتبارك أيضاً أن عملة البلدين مختلفة. فأيرلندا تستخدم اليورو كما هو الحال في معظم دول أوروبا، بينما تستخدم بريطانيا الجنيه الإسترليني. ولفهم مقدار تكلفة المعيشة في البلدين بشكل عام، يمكنك التعرف على سعر الصرف بين العملتين، لتجد أن الجنيه البريطاني أقوى قليلاً من اليورو.
ولإعطائك فكرة عملية على أرض الواقع، تتراوح رسوم الدراسة في أيرلندا بين 9,850 إلى 55,000 يورو سنويًا. بينما تتراوح رسوم الدراسة في بريطانيا بين ما يقرب من 9,250 إلى 26,000 جنيهاً إسترلينياً سنويًا، ولكن تصل رسوم دراسة الطب في المملكة المتحدة مثلاً إلى 58,600 جنيهاً إسترلينياً سنويًا.
يمكن العثور على مثل هذا النوع من المعلومات بشكل واقعي على الإنترنت. وأحد أفضل المواقع لمقارنة تكاليف المعيشة في المدن حول العالم هو Expatistan حيث يقدم لك الموقع آلاف الأسعار للعديد من المنتجات المختلفة التي يتم إدخالها لقاعدة بيانات الموقع بواسطة آلاف المستهلكين. وبناء على ذلك، ستجد أن العاصمة الأيرلندية دبلن أرخص من العاصمة الإنجليزية لندن، ولكن هذا ليس فيما يخص كل شيء من سلع وخدمات، لذا من الأفضل إجراء مقارنة شاملة باستخدام موقعExpatistan.
وتشير مصادر أخرى على الإنترنت إلى أن تكلفة المعيشة متشابهة تمامًا في العاصمتين؛ إذ تصل إلى حوالي 12,000 جنيهاً إسترلينياً سنويًا في بريطانيا، وما بين 8,000 إلى 12,000 يورو في أيرلندا. أمَّا من خلال تجربتي الشخصية في المعيشة بالمملكة المتحدة, فأود أن أوضح أن 10,000 جنيهاً إسترلينياً في السنة يعتبر مبلغ جيد ومناسب للمعيشة هناك، ولكن من الهام التحقق من تكلفة كل جامعة وخيارات الإقامة المقدمة من خلالهم.
وبالإضافة لما سبق، لا تمثل لندن كل المملكة المتحدة، ودبلن أيضاً ليست هي الممثل الوحيد لأيرلندا. فهناك الكثير من المدن الأخرى الممتازة التي تقدم برامج دراسية فائقة وتكاليف معيشية أقل بكثير. على سبيل المثال، مدينة بريستول أرخص بنسبة 25 إلى 30٪ من لندن، ومدينة جالواي عمومًا أرخص بنسبة 20 إلى 30٪ من العاصمة الأيرلندية دبلن، ويمكنك أيضاً التحقق من ذلك من خلال موقع Expatistan لتحصل على مقارنة واقعية ومحدثة.
إذا كان اختيارك يعتمد فقط على الجامعات ومستوياتها، فلن يكون الأمر سهلاً لأن كل من أيرلندا وبريطانيا تمتلكان مجموعة ضخمة من أفضل الجامعات على مستوى العالم. ومن خلال تصنيف كيو إس العالمي للجامعات, ، ستجد 4 جامعات بريطانية ضمن أفضل 10 جامعات في العالم.
على الجانب الآخر، فإن أفضل جامعات أيرلندا هي ترينيتي كولدج دبلن التي تحتضن واحدة من أشهر المكتبات في العالم، و جامعة كولدج دبلن الشهيرة، وتحتل الأولى المرتبة رقم 108 على مستوى العالم في تصنيف كيو إس للجامعات لعام 2020، بينما تحتل الثانية المرتبة رقم 185 على العالم في نفس التصنيف.
يختلف عدد الجامعات أيضاً بين البلدين، فهناك ما يقرب من 130 جامعة في بريطانيا, و8 جامعات فقط في أيرلندا. ولكن قد يكون هذا الرقم منطقياً مقارنة بتعداد سكان كلا البلدين حيث إن عدد سكان المملكة المتحدة (التي تضم إنجلترا، واسكتلندا، وويلز، وشمال أيرلندا) يبلغ 66.65 مليون نسمة، بينما يبلغ عدد سكان أيرلندا نحو 4.9 مليون شخص فقط.
كلما كانت الجامعة ذات مستوى أفضل كلما ارتفعت تكلفة خدمات الإقامة التابعة لها. فملاً إذا اخترت الدراسة في ترينيتي كولدج دبلن فستحتاج إلى حوالي ـ8,000 يورو سنويًا للإقامة، وحوالي 11,000 يورو للسكن في جامعة كولدج دبلن.
ومثل الحال في بريطانيا، فإن خيارات السكن الخاص في إيرلندا تكون عامة أرخص من السكن الجامعي. وطبقاً لموقع التعليم في أيرلندا، فإن تكلفة الإيجار في أيرلندا حوالي 427 يورو شهريًا، بالإضافة إلى ـ28 يورو تقريبًا للمرافق.
ويتشابه الحال في بريطانيا، باستثناء أن المرافق والفواتير مدرجة في الإيجار. وبناءً على معلومات المسح الوطني للطلاب في عام 2019، فإن الطالب يحتاج ما يقرب من 439 جنيهاً إسترلينياً للإيجار شهرياً.
أمَّا إذا اخترت الإقامة في سكن طلابي بجامعتك في بريطانيا، فوفقًا لتصنيف التايمز للجامعات، فستحتاج لمبلغ إيجار شهري يصل لنحو ـ535 جنيه إسترليني، أو 640 جنيه إسترليني إذا كنت تدرس في لندن.
برغم أن لندن أكبر بكثير من دبلن، إلا أن كليهما تقدمان فرصًا مذهلة للترويح عن نفسك وقضاء وقت فراغ ممتع. فهناك العديد من الحفلات الموسيقية، والمعارض، والنوادي، والحدائق، والمقاهي.
ونظراً لكونها أكبر من حيث الحجم والسكان، قد تبدو بريطانيا خياراً أفضل للطلاب الدوليين. ولكن بلا شك تقدم أيرلندا، والمعروفة أيضًا باسم "جزيرة الزمرد"، العديد من مناطق الجمال الطبيعي الخلاب خاصة إذا كنت من محبي قضاء وقت فراغك في الهواء الطلق أو في الريف.
إذا كنت ترغب في استكشاف الأفضل من كلتيهما، فهناك العديد من الرحلات الجوية بين أيرلندا وبريطانيا لتنتقل من واحدة إلى أخرى وقتما تشاء - إذا كانت تأشيرتك تسمح بذلك بالطبع! أيما كان اختيارك، لن تشعر بالملل بتاتاً - وهذا أمر مؤكد.
طالبة دكتوراه كرواتية تعيش في المملكة المتحدة حيث تدرس بدوام كامل في جامعة نوتنغهام, ، وتخصصها هو علم الاجتماع.
Create your profile and unlock a wide array of features including personalised recommendations, fast-tracked applications and much more.
Dive into our extensive collection of articles by using our comprehensive topic search tool.